تغزونا الالام في عقر انفسنا .. تحتقرنا قلوبهم وهي حقيره ..
تبكيهم عيوننا ثم يُبْكوننا .. عندما يحتاجوننا نفتح لها ابوابنا
على مصاريعها .. عندما يشتاقوننا نكون من يسابقون الريح
اليهم .. عندما يتالمون نتالم اكثر منهم ....
نندم لاننا لا نستطيع مساعدتهم .. ونكره انفسنا للحضات ..
فقط لاننا غير قادرين على انتشالهم من عمق عذاباتهم ..
تنزفـ قلوبنا دما .. وعيوننا سيولا من دمع .. وتخاصم
ارواحنا اجسادنا .. كلما لمحتهم انظارنا يائسين .. كلما
كشفتـ ملامحهم عن حزنهم .....تذبح امالنا بسيوف ياسهم .. نتطلع اليهم بعيون دامعه ..
ونترجاهم الا يحزنو .. نقول لهم بكل فخر: نحن معكم ..
نطفئ لهيب المعاناة بدواخلهم رويدا رويدا .. نخرجهم من
عتمات ذواتهم .. نطهر ارواحهم ، نرفع معنوياتهم .....نمسكـ بايديهم ونمر سويا انفاق الالم والحزن ..
نلوح بايدينا مودعين الدموع .. فنكون بذلكـ نحن من زرع
صحاريهم وردا .. ونحن من اعاد الحياه الى افئدتهم ..
نعم ، نحن من جعلهم اناسا .. نحن من سيدنا واياهم
جدار القوة كي يعيشو ......
ماذا عنهم ..؟؟
دفنونا احياءا .. رمو بنا الى بُئَر الموت .. القو بحزنهم
على قلوبنا .. نعانقهم بكل ود ويطعنوننا بكل حقد .. نندم
ولكن ليس عليهم .. بل على سذاجتنا .. في لحضاتــــ
احتضاراتنا نردد بصوت مهزوم : اااه كم نحن اغبياء كم نحن حمقى ...كانو اول من بنو باتقان ابراج احزاننا .. جعلونا ننظر الى
الحياه بسواد قاتم .. تسللو الى كوامن الروح واستلو منها
بصيص الامل .. خنقو انفاسنا .. داسو باقدامهم على رقابنا
قطعو كل حبال ربطت قلوبنا بهم .. اااااااااه كم هم قساة ..
بعد ان امنا لهم طعنونا وشردو احلامنا ..
تلذذو بعذابنا .. راقت لهم الامنا .. ظنناهم ملائكة لا بشر
احتضناهم وبايدينا مسحنا دماء جروحهم الغريقة .. تركنا
زجاج نوافدهم بصماتنا .. علها تذكرهم كم كنا لهم اوفياء
حلمو بالانتقام .. فكنا اوائل الضحايا .. كنا اول الشموع
التي اطفئو سناءها ....